القطة السيامية
جلس ووضع ساقه علي الساق الأخرى .. يهتز زهوا وهو يرى قطته تتمسح بقدميه .. وتنظر إليه متوقعة منه أن يحملها ويضعها إلي جوار قلبه .. لتتأكد كم هو متعلق بها .. رضيت بموقعها تحت قدميه .. مد يده ليربت علي ظهرها .. فكانت لمساته كأنها الماء البارد في قيظ الصيف.. كم كانت لذيذة تلك اللمسات الحانية ولكنه أبدا لم يفعل ما كانت تحلم به .. لم يقربها من قلبه.. تركها عند قدميه وكأنه يتلذذ بهذا المنظر الذي يرضي غروره..
اقتربت منه أكثر لعله يشعر بها ويرفعها إلي جوار قلبه.. ولكنه أبى عليها ذلك .. ابتعدت عنه قليلا لعله يشعر بافتقادها .. ولكنه بدون وعى كان يركلها بقدمه وكأنها كومة لا قيمة لها .. حزنت القطة .. ابتعدت أكثر ..
لم يبال..
انزوت..
ذبلت ..
ماتت ..
وهو مازال يجلس مزهوا لا يري جثتها الهامدة .. لم يدرك أنه خسر قلبا متدفقا بالحب .. ومصدرا للسعادة .. وفي لحظة إفاقة من سكرة زهوه تلفت باحثاً عن دقات القلب التى كانت تملأ حياته لذة وصخبا محبباً فلم يجده .. دقق السمع .. فشعر بأنه قد أصابه الصمم .. أمعن النظر .. فأيقن أنه قد كف بصره .. مد يده ليتحسس دفء قطته فوجدها كتلة ثلجية ..
لا نبض ..
ِ
اضطربت مشاعره أكثر.. تحسس قطته ليتأكد مما حدث .. ولكنها.......